السكر أكبر وباء عرفه التاريخ

وقيل هو كلُّ مَرَضٍ عامٍّ، وفي الحديث: إِن هذا الوَبَاءَ رِجْزٌ.

السكر المضاف قاتل مخفي

قد يكون اليوم السكر من اكبر المخاطر على الصحة العامة التي نتعرض لها.

اضرار السكر للصحة

Picture Source: Minnesota Connected


السكر بهذا المعني ليس محدود للسكر الذي قد تضيفه إلى الشاي أو القهوة أو قطعة الشكولاته او الحلوى التي تتناولها او حتى المشروبات الغازية المعبئة بالسكر.

كل هذه السكر مضر لصحتك ولكن بجميع هذه الأحوال أنت على إدراك انك تتناول السكر ويمكنك حسب حسابها.

التهديد الأكبر والأخطر قد يكون الكميات العالية من السكر التي تتناولها يوميا وروتينياَ دون حتى ان تكون على علم انك تتناولها.

ما هو السكر المضاف؟

هذا هو السكر المضاف بالغالبية الصاعقة من المأكولات المصنعة التي نشتريها ونأكلها بالمنزل والسكر المضاف بالمأكولات السريعة ووجبات المطاعم.

إحفظ هذا: أكثر من 80 بالمئه من المأكولات المصنعة التي تأكلها تحتوي على السكر المضاف.

شركات صناعة الأغذية تستخدم السكر بكثافة عالية بمنتجاتها لأنه وسيلة سهلة ومتوفرة رخيصة للغاية لزيادة النكهة.

كما ان السكر المكرر لديه تركيبة معروفة اذا من السهل تحديد مفعولها على الطعام كما انها ثابتة بحيث يمكن إضافتها تلاقيا على كميات ضخمة من الإنتاج الغذائي دون حاجة لفحوصات التذوق والمختبرية المتواصلة.

هذه المأكولات جميعها مصادر سكر صناعي خفي غذ أننا لا نتخيل حتى أنها قد تحتوي على السكر. وهي مصادر من السكر نأكلها يومياَ وبكميات متزايدة بأشكالها المختلفة دون علمنا أننا نتناول السكر.

إدمان العالم على السكر

العالم كله يعاني من الإدمان على السكر وهو إدمان خطير لأننا لسنا على علم منه ونغذيه كل يوم عبر أكلنا.

السكر مادة إدمانية ولا شك بذلك كما تشير لنا دراسة تلو الأخرى. نتناول منها ونرغب بل ونحتاج المزيد وسرعان ما يتعود جسمنا عليها ونرغب كميات أكبر لإسكات الرغبة له.

وقد تقدمت الدراسات من فحوصات لكشف اذا كان السكر فعلاَ إدماني الى دراسات تقارن قوة الإدمان على السكر مع قوة الإدمان على المخدرات الإدمانية الشائعة.

وهناك دلائل كثيرة تشير ان الإدمان على السكر بمثابة الإدمان على هذه المخدرات بل وحثي اقوي.

حتى انه في هذه اللحظة وأثناء قراءتك لهذا المقال عن السكر مفاعيل الإدمان على تعمل بيقينك.

تفكيرك الآن بالسكر يقظ مواقع بدماغك التي تذكرك بالمتعة التي يجلبها لك السكر وهناك تغيرات فسيولوجية التي تحدث بجسمك تحفزك على تناول السكر وتجهزك عليها.

ألكثير من هذه العوارض قد لا تكون واضحة – منها العقلية وهي باطنية ومنها جسدية. ولكن قد تلاحظ زيادة اللعاب بفمك وهذا من أوضح التجليات انك تتفاعل حالياَ مع فكرة السكر وهذا أساس الإدمان.

لقد أصبحنا عالم من المدمنين على مادة مضرة للغاية دون علمنا ونتبع تجار هذا الصنف من الهوى بأعين مغمضة ونعيم الجهل عما يحصل.

السكر اكبر وباء عالمي

السكر اكبر وباء عرفه التاريخ. وهذه ليست مبالغة. فكر بها للحظة. العالم أجمعه متورط, من أغنى البلدان المتقدمة بالعالم لأصغرها وأفقرها.

من كندا الى ألأرجنتين ومن إفريقيا الجنوبية الي روسيا ومن السعودية الى الهند والصين واليابان ونيوزيلاند السكر يضخ إلينا ويسممنا عبر مأكولاتنا المصنعة.

وتتفاقم المشكلة لأن السكر رخيص للغاية ومتوفر بكل مكان وقانوني وسهل الاستعمال والإضافة الى جميع أنواع المأكولات والصناعة الغذائية تضخه علينا من كل ناحية.

وأضرار السكر على الصحة تظهر بجميع أنحاء العالم بأعداد رهيبة من أمراض القلب والدورة الدموية وارتفاع الكولسترول ومرض السكري نوع 2 والسمنة.

هذا بالإضافة الى الدمار الذي يلحقه السكر بالأعضاء الداخلية إبتدائاَ بالكبد ومن ثم البنكرياس والكلى والعيون وأضرار أخرى لا تحصى.

لو كان نفس اعداد الناس يمرضوا ويموتوا بسبب مخدر مثل الهروين لكان الخبر شاع يومياَ على الصفحات الأولى بالصحف وأول الأخبار على المحطات أللإخبارية وكان العالم الآن بحالة طارئة.

ولكن بما ان السكر قاتل صامت بل وقانوني ويشبع المصالح الكبيرة بالعالم فلا نسمع عنه الى القليل والسيطرة على المعلومات عما يفعله لنا السكر كبشرية مكتوم ومستور.

وتحت هذا الغطاء يضخ السكر إلينا لنتعاطاه يوميا.

أين التوعية من السلطات؟

إذا كان اسكر خطر الى هذه الدرجة لماذا الصمت عنه؟

العالم بأكمله يتناول فائض هائل من السكر يوميا والكميات تتزايد بشكل رهيب دون اي تحكم او رقابة غير التوعية العشوائية من السلطات الطبية.

اما السلطات التنفيذية والتي بأيديها المقدرة على وضع حد لهذا الوباء القاتل (وبصراحة الشبه معمد) المروج من قبل صناعات الأغذية العملاقة فهي تحت سيطرة أخرى.

هذه السيطرة هي السيطرة النفوذية او التأثيرية التى تستخدمها صناعة الأغذية الدولية. فليس من صالحها أبدا أن يكون هناك رقابة على كميات السكر التي يضيفونها على غذائنا.

بل وحتى تحارب الصناعة كل محاولة لوضع لوائح وقوانين وإرشادات تحكم عليهم كميات السكر التي يسمح لهم إضافتها. بل وحتى يحاربوا محاولات من السلطات الطبية لتوضيح كميات السكر الموجودة بمنتجاتهم.

يستخدموا دفاعات مثل السرية التجارية والصناعية وتمويه النتائج العلمية البحتة التي تبرهن بكل وضوح وقلق متزايد عن الأضرار التي يسببها السكر للبشرية بأسرها.

وإذا لم تكن الأساليب مثل هذه هناك أساليب كثيرة أخرى من مشبوهة لخارجة عن والقانون والعقل كلياَ والتي يلجئوا إليها للمحافظة على مصالحهم.

هذه المصالح هي الاستمرار بالضخ المتزايد للسموم المربحة على عالم غافل للأضرار التي تنهار عليهم.

من ناحية أخرى انتاج السكر صناعة عالمية عملاقة والمبالغ المالية والاستثمارات بصناعة السكر هائلة ويجب عائد على هذه الاستثمارات لذا من الصعب تجاهل الحوافز القوية للترويج الصناعي الدولي للسكر. َ

الوضع مشابه للكثير من الأمثلة التي نراها بعالمنا حيث المصالح الخاصة والقصيرة الأمد والنفوذ الكبيرة وعدم والتيقن وحسبة الحسابات الطويلة الأمد تسود الحذر من النتائج الوخيمة لأفعالنا حتى فوات الأوان أو عندما نصل إلى الهاوية حيث لا يمكن تجاهل الوضع لكثرة خطورته.

نظرة مدروسة على عالم السكر

أما الآن وبعد أن أطلقنا العنان على هذه الظاهرة وحررنا ما يدور ببالنا عنها بمفهومنا العرضي والعام والذي قد يبدو منحاز ومثير للمخاوف, لنسلط الضوء على الوقائع والحقائق العلمية والأرقام البحتة عن هذا الوباء.

1. أضرار السكر


عندك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *